نصائح طبية

زيادة حالات “قِصَر البَصَر” لدى الأطفال والمراهقين – د جمال عثامنة

علاقة الأجهزة الالكترونية بازدياد حالات قصر النظر لدى الأطفال والمراهقين

من الثابت بالتجربة أنّ إطالة الجلوس أمام الشاشات، وعدم تخصيص وقتٍ كافٍ للجلوس في الطبيعة للأطفال والمراهقين، يؤدّي إلى تعرّض عيونهم للإجهاد والتعب بشكلٍ أكبر من الطبيعيّ.

لكنّ انتشار جائحة (كورونا) واجراءات الحجر والإغلاق المرافق لها، أرغم المجتمعات على اعتماد التعليم عن بُعد، والذي تسبّب في تمضية الأطفال والمراهقين وقتاً طويلاً بالقرب من شاشات الأجهزة اللوحيّة والحواسيب، عدا عن أوقات اللعب واللهو بهذه الأجهزة.

علماً بأنّه من المتوَقَّع أنّ 50٪ من سكان العالم سيعانون من تأثير “قِصَر البَصَر” بحلول عام 2050.

ما هي أسباب ارتفاع معدل حالات “قِصَر البَصَر”لدى الأطفال والمراهقين؟

بشكل عام أدى التحوُّل التكنولوجيّ المتزايد لقضاء الأطفال وقتاً أكبر على وسائل التواصل الاجتماعيّ والشاشات، وأقلّ منه في الهواء الطلق، وتسبب بقِلّة التواصل المباشر مقارنةً بالماضي بشكل عام.

كما أدّى الحظر والاغلاقات الإلزاميّة، واتّباع أسلوب التعليم إلى إجبار الأطفال على التحديق في الشاشات لبضع ساعات يومياً.

‎● وفي دراسة صينيّة لاحظوا ازدياد حالات “قِصَر البَصَر” عند تلاميذ المدارس في عمر 6 سنوات بعد جائحة (كوفيد-19) والحجر المنزلي من 5.7% في عام 2019 إلى 21.5% في العام 2020، بسبب الجلوس الطويل في الغرف على ضوء مصابيح البيت الكهربائيّة مقارنة بالضوء الطبيعي في النهار، ومع الاقتراب من الأجهزة الإلكترونيّة المضيئة والمضرّة للعين كالحواسيب والجوالات والتلفاز.

إنّ العين من الأعضاء الحسّاسة في الجسم، والتي تتطوّر مع النموّ. فحين يولد الطفل تكون مقلة عينه قصيرة المدى نسبيّاً، ومع النموّ وأثناء مرور الوقت تصبح الصورة أوضح لديه . فإذا زاد حجم مُقلة العين أكثر من المعتاد يُشار إلى ذلك باسم قصر البصر

وإنّ أهمّ عمر لتطوّر مُقلة العين هو العمر بين 8 و15 سنة

هل يمكن وقاية الأطفال والمراهقين من “قِصَر البَصَر”؟

‎تلعب الوراثة دوراً قويّاً في مسألة البصر وأمراضه، فالوالدَين اللذَين لديهما “قِصَر بَصَر”هناك احتمال أن يتمّ نقله لأولادهم بنسبة تصل إلى 60 ٪

 

وبالرغم من ذلك فإنّ اتّباع بعض العادات يمنع تطور “قِصَر البَصَر” في مرحلة الطفولة ومنها :

‎● إعطاء الراحة للعين في الهواء الطَلّقِ بما لا يقلّ عن ساعتين يوميّاً.

‎● اتّباع نظامٍ لراحة العين :واستراحة البصر في الأفق مرّةً كلّ ساعةٍ على الأقل.

‎● التقليل والحدّ من التحديق في الشاشات قدر المستطاع :‎وعدم استخدام الحدّ الأقصى لإضاءة الشاشة عند استخدام شاشات الأجهزة الإلكترونية.

● في التعليم عن بعد:

‎✔ تقرّيب طاولة الدراسة من النافذة ما أمكن، فضوء النهار وهو الأفضل للعين.

‎✔ استخدام الشاشات الكبيرة يعتبر الأفضل للتقليل من جهد العين المبذول.

‎✔ ترك مسافة لا تقلّ عن 50 سم عن الشاشات.

كيف تُمكِنُ معالجة “قِصَرالبَصَر”؟

هنالك عدة طرق لعلاج قصر البصر وهي:

● استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات الطبيّة :

ّ‎يعالَجُ “قِصَر البَصَر” بسهولة باستخدام العدسات اللاصقة، أو النظارات الطبيّة المناسبة، حيث يتم استخدام العدسات المُقَعّرة أو السلبيّة، التي تعمل على تقليل قدرة العين الانكساريّة الكليّة. وتعمل العدسات أو النظارات على تكبير شعاع الضوء قبل وصوله إلى العين، وهذا يسمح بإعادة تصوير الأشياء البعيدة على شبكيّة العين.

● العلاج باستخدام الليزر:

‎حيث يزيل الليزر جزأً من قرنيّة العين بدقّةٍ شديدة بسهولة وسرعة وبدون ألم، وبالتالي يتمّ علاج الانكسار. ويمَكِّنُ من رؤية الأشياء بوضوح ودقّة مرّة أخرى على جميع المسافات بعد هذه الجراحة بمدّةٍ قليلة, ويشترط للخضوع للجراحة أن يتجاوز الشخص سنّ ال18 عاماً.

وأخيراً للحفاظ على صحة البصر للأطفال فإننا ننصح الوالدين بشكل عام بتحديد أوقاتٍ مُلزمة للابتعاد عن الأجهزة الإلكترونيّة بهدف تقليل الجهد على عيونهم, ولا شك في أن تمضية وقت أطول في أحضان الطبيعة يريح العيون، ويجنّبها مشاكل عديدة ومنها حالات قِصر البصر.

للمزيد بإمكانكم زيارة الموقع الرسمي للدكتور جمال عثامنة خبير وأخصائي جراحة العيون في فيينا عبر الرابط التالي https://www.augenspezialist-wien.at/