أخبار النمسا

حوار مع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

" لن أنسى لقائي بالبابا فرنسيس لطيبة قلبه وأحب الإمارات لطيبة شعبها "

رغم الانشغالات الكثيرة التي أحاطت بطريرك الكنيسة الأرثوذوكسية اثناء زيارته لدولة النمسا المحببة لقلبه، ما بين زيارات رسمية واخرى علاجية ،وتدشين اكبر كاتدرائية في فيينا مهداه من الكنيسة الكاثوليكية ” كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل”،رحب الأنبا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية باجراء حوار مطول معي ، استغرق مدة ساعة ونصف الساعة تحدث فيه عن سر حبه لدولة النمسا التي قام بزيارتها عدة مرات، وكيف يتعامل مع الأزمات الطائفية التي تطلب تطبيق القانون بدلا من جلسات الصلح العرفية، ورؤيته عن التطور السياسي الذي وصل اليه الأقباط عقب ثورة 23 يونيو بعدما كانوا يحتجون داخل اسوار الكاتدرائية، مستنكرا ان يكون للكنيسة دورا سياسيا.

وتحدث البابا عن  قانون د ر العبادة الذي وضعت فيه الكنيسة عدة ملاحظات اجرائية؛

 تجنبا لحدوث مشاكل طائفية، وتطرق الحديث لقانون الأحوال الشخصية الذي افرد قداسته وقتا مطولا للحديث عنه شارحا بالتفصيل اسباب بطلان الزيجة واسباب الطلاق.

وحاولت الدخول لقلب بطريرك الكنيسة القبطية بالتعرف على اقرب الشخصيات لقلبه ولمن يحب البابا ان يقرأ وسر عشقه لدير الانبا انطونيوس بالنمسا، وولعه بالصوت الفيروزي وموسيقى الرحباني وعمر خيرت ولحظات احزنت قلب البابا وقضايا كثيرة ليفتح قداسته قلبه في هذا الحوار:

حاورته:  حكمت حنا

حكمت حنا تحاور البابا تواضروس
حكمت حنا تحاور البابا تواضروس

هل زيارة قداستكم للنمسا اتت بثمارها المطلوبة؟

انا زرت النمسا مرات كثيرة ولدي معرفة سابقة كاملة بها، كما تربطني علاقة صداقة محبة مع نيافة الأنبا جبريل اسقف النمسا، وهناك مناسبة مهمة تطلبت حضوري للنمسا وهي إهداء الكنيسة الكاثوليكية كنيسة عتيقة ” العذراء المنتصرة” للكنيسة المصرية بموقع ممتاز في فيينا، وقمنا بتدشين مذبح كنسي في تلك الكاتدرائية الكبرى،بعد انتهاء الإجراءات الأدراية، ومن ثما جاءت احتفالية شكر كبرى لكاردينال النمسا وسط فرحة الأقباط بهذا الحدث المهم، كما جئت النمسا لسبب علاجي ونشكر ربنا الأن انا بخير.

ما دلالة إهداء الكنيسة الكاثوليكية كنيسة عتيقة يرجع عمرها لعقد ونصف العقد للكنيسة المصرية؟

 عامل المحبة هو السبب وراء إهداء الكنيسة الكاثوليكية لتلك الكنيسة لنا ،وكاردينال الكنيسة الكاثوليكية قال اثناء كلمته يوم تسليم كنيسة “العذراء المنتصرة” المسماه “بكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل”إن الكنيسة القبطية كنيسة حية نشيطة، معربا عن إعجابه بوجود اطفال باعداد كبيرة بالكنيسة،” ووجود الأطفال يعطي حيوية للكنيسة، ويبدو ان هذا الأمر قل بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية فوجد ان من المناسب اعطاء الكنيسة للأقباط.

ومعروف إن إمكانيات الكنيسة الأرثوذوكسية محدودة بالخارج ، فمثلا في النمسااعدادها 10 الاف نفس، كما  انها كنيسة ناشئة، ووجود اسقف لها امر حديثا.

حكمت حنا تحاور البابا تواضروس
حكمت حنا تحاور البابا تواضروس

لماذا تحتل النمسا دون غيرها من البلدان الاوروبية مكانة في قلب قداستكم؟

قال البابا والابتسامة تعلو وجهه، اولا دير الانبا انطونيوس بالنمسا اشعر من خلاله انني بمصر لأني في ديرولي قلاية خاصة بي” مسكن الرهبان” وامارس حياتي الرهبانية التي تعودت عليها من قراءات وصلوات، كما استطيع السير متأملا الطبيعة، وكلها مواصفات ديرية ملائمة جدا ، فضلا عن بعد الدير عن زحام المدينة ما يعطيني الانطباع الذي اريده، والنمسا من البلدان التي احبها لأجل ناسها وزرتها عدة مرات ربما تكون هذه المرة العاشرة

هل اسفرت تلك الزيارة عن تجربة كتابية جديدة؟

لا، اقوم فقط بمراجعة وتحضيرموضوعات مقدمة لعدد مجلة الكرازة المقبل، ومراجعة اوراق مسودات كتب مستقبلية.

وهل تراجع قداستك قرارات متعلقة بالأقباط مثل ما تعرضت له سيدة “قرية الكرم” ؟

تحدث البابا والجدية ترتسم على ملامحه :”هناك تواصل مع المقر البابوي في القاهرة  بخصوص تلك الأزمة،وعند وقوع احداث يكون هناك تواصل دائم لمعرفة التطورات والوصول لحل”.

ماذا عن شعور قداسة البابا تواضروس عندما استقبل هذا الخبر اثناء فترة إقامته بالنمسا؟

 تعودنا في مصر بين الحين والأخر على ظهور  بعض الأزمات، لكن اولا نطلب الحكمة من الله للتعامل مع الأزمة، حتى لا تكون سبب في خسارة للجيران والمجتمع والأصدقاء.

الازمة مؤلمة والقصة مشينة والحادثة غريبة، لذلك ونحن نتعامل مع الأزمة علينا ان ندرك ان  المشكلة حدثت في قرية، ومصر بها 5 الالاف قرية، تأثرت ايضا بما حدث بل ومصر كلها ، لأن الحادثة لها طابع انساني ونسائي ومن ارتكبوا تلك الواقعة ليس لديهم انسانية أو قبول للأخر ،ولديهم حماقة، لمجرد سماع شائعة ارتكبوا تلك الحماقة، ربما عندما يفكر هؤلاء فيما فعلوهيحاسبون انفسهم على تلك الجريمة، ومن الضروري ايضا  دراسة مناخ القصة؛لحسن التصرف، والكنيسة عندما تصدر اي بيانات تقيس فيه اي كلمة بمقياس الذهب لمعرفة كيف ستفهم اي كلمة تصدر، ونظرا لأن القضية حساسة جعلت التعامل معها ليس من القاهرة بل من المنيا، لذا اسقف عام المنيا  نيافة الأنبا مكاريوس اصبح في المشهد لانه واعي بتفاصيل القصة واشخاصها ونحن على اتصال دائم يصل إلى 3 و4 مرات في اليوم خلال فترة وجودي في النمسا.

الا تفكر قداستك في لقاء تلك السيدة؟

اذا جاءت الفرصة سألتقي بها، وقال البابا متنهدا:” دائما اترك الأمور في يد الله الذي يرتب دائما للخير، مثلما كان من غير المتوقع الأتصال بها، لكن حدث اتصال بتلك السيدة وتم نشره بوسائل الإعلام”.

ما الدافع وراء تلك الهجمة علي سيدة عجوز من وجهة نظر قداستك؟

الجهل وعدم الوعي والكذب والإنسايق وراء اشاءات وحماقة بشر، وراء تلك الهجمة

هل ممكن يكون للدافع الديني دور؟

لا استبعد ان يكون الدافع ديني.

لماذا تصر الدولة على معالجة تلك الأحداث بتطبيق جلسات الصلح العرفية؟

المجتمع المصري قديما و لوقت كبير كان يستند “للكبير” وقت وقوع اي مشكلة، حتى عقب قيام محمد على باشا بتأسيس نظام الدولة الحديثة، وعمل نهضة في مصر وتأسيس النظام الإداري من تقسيم محافظات ومديريات وقضاء وحكومة، لازال يلجئ لتلك الجلسات لحل المشكلة بين الكبار، وكذلك الريف المصري في اعماقه يلجئ فيه الأطراف اصحاب المشكلة للكبير، عندما كنت صغيرا لن انسى ذلك المشهد عندما كنت ارى “خالي” وعدد من كبار القرية كيف كانوا يفصلون في بعض المشاكل التي كانت تحدث بين الاطراف المسلمة والمسيحية.  ما ارفضه هو استبدال القانون بجلسات الصلح العرفية، فلا يجب استبدال شيئ بأخر، القانون اولا ثما كل شيئ يأتي بعد ذلك سواء صلح للتهدئة اوإقالة مسؤل او إهداء القرية مشروغ مثمر ينسيهم الأزمة التي وقعت.

هل حدث اتصال بينكم وبين الرئيس بخصوص “سيدة الكرم” ؟

نتحدث مع مكتب الرئاسة ومكتب رئاسة الوزراء وليس مع الرئيس بشخصه،

مثلما تتصل مؤسسة الكنيسة بمؤسسات الدولة، عند اي موضوع ، كما ان سكرتارية الكنيسة في مصر يتصلون بالكنيسة هنا في النمسا لوجودي بها الأن  في اليوم 5 و6 ساعات  للحديث في امور كثيرة وليست تلك القضية فقط ، منها زيارة رئيس وزراء المجر للكاتدرائية  في وقت غياب البطريرك عن القاهرة، فننسق ماذا سنفعل وماذا سنقول وماذا سنقدم..

حكمت حنا تحاور البابا تواضروس
حكمت حنا تحاور البابا تواضروس

السبب وراء زيارة  البابا تواضروس للملك سلمان عند زيارته الأخيرة لمصر؟

زيارة ملك السعودية  تعد أول زيارة له لمصر وهو ملك جديد، وعند زيارته تلك احتفت به مصر، كما أن السعودية لها موقف ايجابي معنا، وكان على الكنيسة الترحيب به ، كما ان الملك سلمان طلب زيارتي له ولم اتردد، وكان هدف الزيارة أن اشكره على رعاية المصريين الموجودين في السعودية واهتمامه بالمصريين وفتح مجال العمل لهم، وكانت فرصة  للحديث عن تاريخ مصر وسماحة الأديان، وتعد تلك المرة الأولى التي يلتقي فيها الملك السعودي بابا الكنيسة الأرثوذوكسية، كما انها المرة الأولى في تاريخ المملكة وفي تاريخ الاقباط، وتنهد البابا قائلا:” التقارب شيئ جيد ويقال ان البعد جفاء وعندما نقترب نتواصل ، فكانت جلسة طيبة ومريحة مع الملك وعدد من اعضاء الاسرة المالكة وتناولنا العشاء على مائددة الملك وقلوبنا مفتوحة للجميع.

هل تحدث قداسة البابا مع الملك سالمان عن فكرة انشاء كنيسة في السعودية؟

لم اتحدث معه في هذا الأمر وفي السعودية من الممكن ان يسمحوا  للكاهن بزيارة الأقباط المقيمين هناك ويصلي لهم، مجرد قبول كاهن شيئ جيد جدا.

قاطعته قائلة وكيف يصلي الأقباط في السعودية دون كنيسة وممارسة الاسرار المقدسة” التناول”؟

احيانا يسمحون لبعض الكهنة بزيارة السعودية والصلاة مع الأقباط .

رؤيتك للمشهد السياسي في مصر الأن؟

خلال ايام نحتفل بمرور عامين على إعتلاء الرئيس السيسي  منصبه، كرئيس للجمهورية وقد حقق الرئيس انجازات كبيرة لم تكن تحلم بها مصر مثل الشبكة القومية للطرق ومشروع إستصلاح اراضي وتقديم محاصيل مثل القمح  ومشروع المفاعل النووي في الضبعة، وإفتتاح اماكن سكنية لم يشعرالمصريين  بقيمتها الكبيرة ، حيث تبنى الأن مجموعة عمارات راقية للقضاء على مشكلة العشوائيات في كل مصر، و انتهز هذه الفرصةالطيبة  لتقديم الشكر لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ووزير الإسكان على هذا المشروع السكني الضخم.

وما تتعرض له مصر من ارهاب؟

مصر تواجه حرب شرسة وكثيرين متربصين لها لا يريدونها تنهض أو تتقدم ،لكن لدي ثقة ان مصر دولة تباركت بالسيد المسيح وعاش فيها سنين وبركته لازالت موجودة، وقال البابا مبتسما بثقة:” مصر باست اقدام السيد المسيح وبالتالي ارضنا مباركة رغم ما يحدث من ارهاب ضد الجيش والشرطة لكن اولادنا ابطال يدافعون عن ارضهم بشرف ونحييهم”.

ما رؤية قداستكم نحو التطور السياسي للأقباط بعد ثورة 30 يوينو والاحتجاج بالميادين العامة بعد ان كانت تحركاتهم داخل اسوار الكاتدرائية؟

مكسب كبير؛ لأن التفاعل المجتمعي مطلوب، والسيد المسيح قال انتم ملح الأرض، لذا يجب علينا الاندماج في المجتمع وعلى الملح ان  يعمل في المجتمع ويذوب،وقال ايضا  انتم نور العالم لا يمكن اخفاء النور، ومعروف ان التفاعل المجتمعي ينهض بالمجتمع، فهذا تطور ايجابي يستحق الإشادة به.

هل الكنيسة تساهم في التوعية السياسية لشباب الأقباط؟

 الكنيسة لا تقوم بنشاط يوصف بانه سياسي بل تقوم بأنشطة وطنية ، اهمها الاهتمام بوضع دروس عن مصر في اطار التعليم الكنسي ، فالكنائس في مصر تهتم  بالحديث عن دخول العائلة المقدسة ارض مصر، وكيف تباركت ارض مصر بهم ، كذلك عند الأحتفال بعيد الميلاد المجيد يتم الحديث ايضا عن رحلة الهروب الكبير إلى ارض مصر والأحتماء بها، كذلك عند الأحتفال بصوم السيدة العذراء، تدرس دروس عن الفيضان ونهر النيل وجميعها تكرس مفهوم محبة الوطن والانتماء له، يمكن وصف الكنيسة بمدرسة “حب الوطن”؛ لأننا  نتعلم فيها كيف نحب الوطن.

ماذا تقول قداستكم لمن يدعو للتطرف والعنف الديني والتحريض على عدم تهنئة الاقابط في اعيادهم؟

قال البابا مبتسما :”اقول لهم كل سنة وانتم طيبين”.

هل ممكن يأتي اليوم الذي يحتفل فيها العالم شرقا وغربا بعيد القيامة المجيد؟

عيد القيامة من أهم سماته ان العالم  يحتفل به سويا كل 5 سنوات فهو بالفعل موحد كل 5 سنوات شرقا وغربا ، اما عيد الميلاد فلا تتوفر به تلك السمة، لذا فكرنا في توحيد عيد القيامة لأن به سمة التقارب، وبالفعل تم إجراء دراسة ؛لمناقشة الأمر في بعض كنائس العالم، وجاري مناقشتها، والفكرة تكمن في عدم تمركز المسيحيين في مكان واحد، ، فالأقباط منذ 60 عاما كانوا بداخل مصر جميعهم ،وعدد قليل منهم  في السودان ، وعدد اخر اقل في القدس، النهاردة الاقباط موجودين في 60 دولة لدرجة ان  هناك بلدان  يوجد بها اسرة واسرتين فقط، مثل  سنغافورة التي قمت بزيارتها منذ  15 سنة وكان بها 3 اسر مكونة من 10 افراد،كذلك  ليتوانيا اسرتين، واستونيا بها اسرة واحدة، والأن الأقباط  منتشرين في كل العالم كيف يتحتفلون بالعيد بالتوقيت المصري،  بعد ان اصبحوا مرتبطين بظروف بلدانهم واجازاتها

علاقة قداستكم الطيبة بالرئاسة ومجلس الوزراء الا  يمكن توظيف تلك العلاقات للتعبير عن مطالب الاقباط؟

اولا انا قائد ديني ولست زعيم سياسي، والعلاقات الطيبة بين اركان المجتمع المصري واجب علي ومن الطبيعي ان يكون لدينا علاقات طيبية مع الجميع، وعندما يكون هناك شيئ معين لدينا يأخذ قنواته الشرعية ،فمثلا قانون دور العبادة،  درسناه وقدمنا لوزارة العدالة الانتقالية والبرلمان سيناقشه، يوجد بالفعل تعاون، كما ان علاقاتنا الطيبة ليست بهدف المصلحة لكن العلاقة قائمة؛ لأننا نعيش سويا حتى نستطيع العيش

وهناك مشاكل يعاني منها عموم المصريين وما يخص الاقباط يأتي وقت نتحدث فيها ولا نسكت عنها.

ماذا عن قانون دور العبادة والملاحظات التي وضعتها الكنيسة؟

الكنيسة وضعت ملاحظات اجرائية؛ لتسهيل تطبيق القانون ولنتفادى العراقيل التي تواجهنا عند البناء والتطوير،لأن الموظفين العاديين ربما لا يدركون ما كان بذهن واضع القانون فيسيئون الفهم ويضعون مشاكل.

سألت البابا قائلة لكن اذا طبق هذا القانون بالملاحظات التي وضعتها الكنيسة  هل سيحل جميع مشاكل بناء وتجديد الكنائس؟

اذا طبق بروح منفتحة سيحل 50% من مشكلات مصر فيما يخص الفتن الطائفية، وليس فقط مشكلة بناء الكنائس لأن من الممكن ان تحدث مشاكل طائفية بين الطرفيين بسبب بناء كنيسة.

حكمت حنا تحاور البابا تواضروس
حكمت حنا تحاور البابا تواضروس

قانون الأحوال الشخصية الجديد هل سيحل مشاكل من يرغبون في الزواج بعد الحصول على حكم بالطلاق؟

سألني البابا ضاحكا:” عاوزة تعرف ايه وانا اوضح لك” فلم يكن مني سوى الضحك ردا على ذكائه وحكمته في فهم ما اريد وبدء قداسته شارحا:

 الزواج المسيحي اي خطأ يحدث قبله يسمى بطلان او تطليق، فمثلا  شخص اكتشف انه تزوج اخته او زوج اكتشف ان  زوجته مريضة نفسيا او العكس ، او ان الزوج يعاني من مرض يمنعه من الزواج مثل القلب فهذا يبطل الزيجة لأن احد الطرفين لم يخطر الأخر، ويسمى بطلان، لتلك الاسباب النفسية والجسدية والاجتماعية ، ونعطي له تصريح بالزواج ويكشف السبب في بطلان زيجته الاولى، فهؤلاء لهم حق الزواج طالما حصلوا على بطلان للزيجة بشرط ان يوضح سبب بطلان الزيجة، فاذا كان مريض جسديا بمرض يمنعه من الإنجاب وابطلت الزيجة الاولى لهذا السبب يوضح لزوجته التي يرغب في الارتباط بها مستقبلا، ويتم امضاء الزوجة على ذلك حتى لا يكون سبب في الطلاق بينهم فتتجدد المشكلة،والزواج  في المسيحية قائم على اربع مراحل استادا للأية:”من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحد وما جمعه الله لا يفرقه انسان”، النقطة الأولى:من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه، وهنا  الترك اي النضوج العقلي والعاطفي والأجتماعي حتى يستطيع تكوين بيت، لذا وضعنا سن للزيجة 18 سنة ، والنقطة الثانية:ويلتصق الرجل بامراته اي يتواجدا معنا، ورضوا بالعيش معنا في منزل واحد حتى اذا اقتضت الظروف الأقتصادية لسفر الرجل خارجا، طالما برضى الطرفيين فالأرتباط قائم

النقطة الثالثة: ويصير الاثنان جسدا واحدا، اي صاروا كيانا واحدا متفقين على الحياة سويا لا يسمح بوجود طرف رابع بينهم سوى الله ، لأن الزواج لدى الكنيسة ليس بين طرفين بل ثلاثة اطراف الزوجين والله والاولاد محاطين بين الله والوالدين، فمن الصعب ان يترك الرجل زوجته طالما مرتبط بالله ، كذلك الزوجة من الصعب ان تترك زوجها وهي مرتبطة بالله الذي جمعهما سويا، النقطة الرابعة:وما جمعه الله لا يفرقه انسان والكنيسة هي التي تمثل الله على الارض،اللذين تزوجوا تحت مظلة الكنيسة في سر الهي بكاهن شرعي وعلني وليس في السر فلا يكون هناك طلاق بالارادة الفردية، لان الطرفين ممسكين في المسيح،فلا مكان للزوجة ثانية في التكوين الثلاثي ، ويكون هناك الطلاق فقط لعلة الزنا، والزنا هنا  3 اشكال فعلي وحكمي وروحي، الاول بفعل الخطية، واثباته في منتهى الصعوبة ، اما الزنا الحكمي فنظرا لتطور العالم وتوسعه، اصبح من السهل اثباته  لوجود شواهد لتلك العلاقة مثل  تليفونات ،رسائل، اميلات، صور فوتوغرافية

ولكن من الممكن القاء الاتهامات  جزافا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل وغيرها ؟

نحن لا نأخذ بقرينة واحدة، فمثلا جاء مرة شخص بصور لزوجته  بصحبة صديق لها وهما راكبين الطيارة معا، لم نأخذ بها واعتبرناها  ممكن صدفة، وبعدها قدم ورقة بانهم ذهبوا لفندق في نفس التوقيت في غرفتين ، لم نكتفي بتلك القرينة، ثما جاء بصور لهم وهما على شاطئ ما في البحرسويا ، لذا فنحن لا ناخذ بدليل واحد،  يجب ان تكون هناك دلائل كثيرة على وجود علاقة خاطئة

اما بالنسبة للزنا الروحي  فهو تغيير الدين ، انطباقا على الاية التي تقول :”شعبي زنا لانه ترك عبادة الله وعبد الأوثان”، والجديد في القانون ، هو عندما تترك الزوجة او الزوج بيت  الزوجية على غير رضى الطرف الاخر ويعيش كلا منهما في مكان مختلف دون اتفاق فأذا كان هناك اطفال يتم بطلان الزيجة بعد 5 سنوات هجر، واذا لم يكن هناك اطفال تبطل الزيجة بعد 3 سنوات؛ لأنه تم كسر شرط الزواج ،وعندما تركوا بعض تعني بطريقة غير مباشرة دفع الطرف الاخر للخطيئة لذلك عملنا حق التفريق المدني، قديما عندما كانت القضية بها زنا كانت المحكمة تقضي بالطلاق، اما الان اذا كانت القضية بها هجر،تقضي المحكمة بالتفريق المدني وترسل لنا القضية؛ لكي ندرسها ومنها نعطي حق الزواج الثاني.

وما المدة المحددة للكنيسة لدراسة القضية بعد حكم التفريق المدني لكي تبدي رأيها النهائي في التصريح بالزواج الثاني؟

 6 شهور ولا نقبل الزواج المدني لان الزواج سر من اسرار الكنيسة، الزواج مسؤلية حرية واختيار. يعني الشخص حر ان يختار اي زوجة لكن الاختيار به مسؤلية لانه مسؤل عن اختياره ، لذا متعارف الزيجات المسيحية هذا الاختيار يدوم الى الابد حتى اذا ترك احدهما الأخر وذهب  للسماء  يشعر الطرف الحي بارتباط روحي،و وجود المسيح يحفظ البيت وغيابه يهدم البيت، فالأسرة ايقونة الكنيسة.

اذا تم اقرار القانون بهذا الشكل هل سيحل مشاكل المتضررين جميعها؟

سيحل مشاكل نسبة كبيرة من المتضررين ، لكن يجب ان يكون البيت  نقي وان من اختار يكون مسؤلا. في الاكليل نضم رؤس  الزوجين معا، ما يعني ان  افكارهم اصبحت واحدة لهذا الكيان الواحد ، وحل عليهم الروح القدس، والتاج الذي يوضع على رأس الزوج يكون  به فص كبير يمثل الزوجة  وفصوص صغيرة تمثل الاطفال ، كذلك التاج الذي يوضع على رأس الزوجة يمثل الفص الكبير الذي يتوسط التاج الزوج والفصوص الصغيرة الأطفال التي ستأتي عن هذه الزيجة المقدسة، هكذا يكون الزواج المسيحي.

وماذا سيفعل اصحاب المشاكل القائمة ؟

هما اللي صنعوا مشاكلهم بأنفسهم بإساءة الأختيار

اليس من حق الأقباط ان يزورون القدس والتبرك بالأماكن المقدسة؟

حقهم يروا تلك الاماكن المقدسة لكن لظروف سياسية توقف هذا الامر والى الان . منذ 1967 من ايام البابا كيرلس نحن نرفض الذهاب للقدس، لكن كبار السن والمصريين اللذين  يحملون جنسيات اخرى يمكن الحكم عليهم بمنع الذهاب للقدس، سمحنا فقط لكبار السن غير ذلك لا نسمح.

 وماذا تفعل الكنيسة نحو من يذهب للقدس للحج الروحي دون التقيد بالسن هل هناك عقوبات؟

هذه اشياء كنسية نقدرها نحن، فمثلا يحرم الشخص من التناول من الأسرار المقدسة المسيحية لمدة سنة، او الصوم لمدة شهر وغيرها وكلها امور تقديرية

ماذا ستفعل الكنيسة تجاه المجلس الملي المنتهية ولايته؟

عملنا اجتماع و طلبت منهم بحث قانونية تغيير الأسم، واجروا دراسة من المفروض انها انتهت لاقرار ما اذا كنا سنقرر للمجلس الملي ، واذا تقرر استمرار المجلس سيقوم بنفس  اختصاصاته في متابعة املاك واوقاف الكنيسة، واعضائه يتم انتخابهم

ماذا  تم في تسجيل الزي الكهنوتي؟

طلبنا تسجيل الزي الكهنوتي تجنبا لبعض المشاكل،لوجود اشخاص تستغل ذلك الزي  وترتديه رغم من طردهم من الدير، لكن لم يتم الرد إلى الأن.

لماذا وصلت أزمة دير وادي الريان للحد الذي جعل البعض يقول ان هناك حرب معلنة بين البابا ورهبان دير وادي الريان؟

الإعلام هو المسؤل عن تصعيد الازمة ووصفهم بالرهبان،  وهم ليسوا رهبان، لأن اقامة الراهب لها شروط، هل كل من يرتدي البلطو الابيض والسماعة  ويدعى نفسه دكتور يصبح دكتور، كذلك هؤلاء ارتدوا زي الرهبان وادعوا انفسهم رهبانا، رغم ان  ارتداء زي الرهبنة  له مراحل واجراءات، فقد وضعت  تحت الاختبار لمدة عامين في بداية طريق الرهبنة ، شهر بالقميص والبنطلون، و7 أشهربالجلابية الزرقاء، وباقية مدة السنتين بالجلابية اليبضاء  ، حتى ارتديت الجلابية السوداء بعد مدة السنتين، لكن من يسكنون دير وادي الريان ارتدى بعضهم الجلابية السودا وهو على باب الدير.

طالما الكنيسة تعرف ذلك لماذا صمتت ؟

هؤلاء ساكني وادي الريان،  ولا اعرفهم،واي شيئ خارج المظلة الكنيسة غير معترف به ؛لأن الكنيسة لها نظام.

توليت قداستك الكرسي المرقسي في فترة عهد الرئيس المعزول محمد مرسي  ماذا طلبت من الله وقتها؟

قال البابا ضاحكا :”قلت يارب استر”، وبالطبع البلد لم تكن مستقرة وقتها ووقع الأعتداء على الكاتدرائية يوم 7 ابريل 2013، وكان حدث صعب جدا لأول مرة يحدث في التاريخ.

الم تكن المسؤلية صعبة في تلك الفترة خاصة انك اعتدت على الرهبنة وحياة الوحدة لتشغل منصب تنتظره مسؤليات جسام وتقع احداث الاعتداء على المقر البابوي؟

مسؤلية البطريرك  ثقيلة بطبيعتها في اي مكان وفي اي جيل،كما ان منصب البطريرك يحتاج نعمة ربنا وليست مهارات او قدرات انسان، اضع نفسي بين يدي الله ورئيس الكنيسة السيد المسيح وانا اداة سيتخدمها في ادارة الشؤون، فهي مسؤليات واسعة جدا وانا لست بابا  الاقباط بل بابا مصر كلها، وعلي مسؤليات لكل المصريين وليس الاقباط فقط، مسلمين ومسيحين وابنائنا خارج مصر ومسؤليات روحية وكنسية واجتماعية ،وفي النمسا نزلت اتمشى واحد قابلني سلم علي ولم اكن ممسكا عصى الرعاية ، قال لي :”انت كبيرنا في مصر “، وسلم علي  وقلت له:” ادعيلي.”

ماذا قلت لله عندما وقعت احداث الاعتداء على الكاتدرائية؟

طلبت من ربنا يسندي، لأن الواقعة كانت صعبة للغاية

حسيت بأشياء اتحرمت منها بعد منصب البطريرك؟

ضحك البابا وقال :”اتحرمت من المشي في الشارع، كنت زمان  امشي عشرات الكيلومترات والان لا استطيع المشي”،  كل ما الله يعطي الانسان مسؤليىة يحرم من شيئ، هذا قانون البشرية.

اين يجد البابا نفسه؟

أجد نفسي في دير الانبا بيشوي وفي كل الاديرة، وأجد نفسي مع الاطفال

لاني قضيت طفولة سعيدة لذلك احب ان كل طفل يقضي طفولة سعيدة، والاطفال مثل الزهور والملائكة.

هل البابا يسمع موسيقى وصوت فيروز؟

في القليل، ولازلت اعشق فيروز وموسيقى الرحباني وعمر خيرت، بحسب الوقت اسمعها

هل حرمان الناس من الموسيقى دافع للعنف والتطرف الفكري؟

بالطبع فلو تعلم كل البشر الموسيقى لأختفت الجريمة من العالم

وماذا يمثل دير الأنبا انطونيوس بالنمسا للبابا تواضروس ؟

 يمثل الجو الديري الممتاز

اكثر الشخصيات القريبة لقلبك وقت الضيق؟

واحد من الاباء الكهنة في مصر

سالته قائلة: هل ممكن نعرفه؟ 

فأبتسم وقال :” بلاش احسن الشيطان يحسده”

لمن يقرأ البابا ؟

اقرأ لفيلسوف مصر زكي نجيب محمود، وتقريبا قرأت كل كتبه ومقالاته وكنت اذاكرها واخطط عليها بالقلم ، وقرأت لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وادريس وعبد المعطي حجازي، وتحليلات سميرمرقص جيدة لذا اقراها ، والكتب المترجمة تولستوي وهانز كريستين كاتب قصص الاطفال في الدنمارك.

وماذا عن الشخصيات السياسية؟

اصلي لكل السياسين لانهم يحملون مسؤلية كبيرة تجاه الوطن، بدء من رئيس الجمهورية وكل الوزراء والجيش والشرطة لأنهم مسؤلين عن الشعب.

وماذا عن الصحيفة المفضلة لقداستك؟

أحب الاهرام لانها تحترمني ، ولا أحب الجرائد التي  تبحث عن الإثارة و الإثارة ليست المعنى الحقيقي للإعلام،فالأهرام جريدة رصينة.

 روح البابا الفكاهية كانت تسيطر على اجواء الحوار  فعندما قمت باغلاق الاجندة المدون بها الاسئلة  قالي لي البابا مبتسما:”هصدق ان دا اخر سؤال هتسأليه؟”

فسألته على استحياء:  موقف لا ينساه البابا منذ توليه الكرسي المرقسي؟

لن انسى يوم مقابلتي لبابا روما،وشخصيته الممتئلة بالروح،  وتاريخ روما وايطاليا، وبالطبع زيارتي لاثيوبيا و روسيا. كنت اشتاق الى زيارة روسيا حتى وانا طالب صغير، لولعي بالادب الروسي وزيارة شخصيات روسية لمصر مثل خروشوف وجروميكو، حيث كانت تحتفل بهم مصر عند زيارتهم لذلك كنت ارغب في زيارتها ، فضلا عن الزيارات الرعوية لأمريكا وكندا وغيرها من البلدان الأوروبية، ومن اجمل الزيارات، الزيارة الرعوية للامارات اثرت في  بطيبة شعبها ورؤيتهم للمستقبل  لأنهم يخططون للغد.

موقف احزن البابا ؟

الاعتداء على الكاتدرائية وحرق الكنائس.

وماذا تم في الكنائس التي تعرضت للحرق اثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة؟

تم انهاء العمل بنسبة  80% وجاري استكمال الباقي.

وتبادر الى ذهني سؤالين ترددت في نهاية الحوار الا اطرحهم على قداسة البابا تواضروس وامامي  تلك الفرصة الذهبية ،وعندما طلبت من قداسته ان اطرح سؤلين فقط قبل انتهاء الحوار مع قداسته حتى  قالي لي مداعبا :” انا رأي تشيلي الاجندة خالص  ”  حتى ملئت  اصوات الضحك اركان القاعة المنعقد بها الحوار مع بطريرك الكنيسة الارثوذوكسية

فسالته:

هل ممكن علاقة الكنيسة الأرثوذوكسية  بالكنيسة الأثيبوية تساهم في حل مشكلة المياه ؟

العلاقة مع الكنستين تساهم في بناء الثقة بين الشعبين.

هل بالفعل تنوي قداستك عدم ايفاد رهبان للخارج؟

الراهب مكانه  في الدير واي مكان خدمة احتاج لظروف خاصة للراهب فوجوده لصورة مؤقتة ولا قرار بهذا الشكل .

وعاد البابا مرة اخرى محذرا بروح كوميدية غلبت اجواء الحوار الذي دام لمدة ساعة ونصف الساعة :” أوعي يطلع في ذهنك سؤال تاني” فأجبته :” الاسئلة لا تنتهي بالحديث مع قداستكم..

مقالات ذات صلة