أخبار النمسا

ورشات عمل للشرطة النمساوية مع المسلمين, مناقشة التعامل مع الحالات العنصرية.

أحصى مركز توثيق الإعتداءات العنصرية ضد المسلمين في النمسا "Dokustelle" السنة الماضية حوالي الـ 509 حالة عنصرية، تتراوح بين خطاب كراهية وشتم، لتصل إلى الضرب والعنف والهجوم على المساجد. اقرأ التقرير

فيينا – عبد الحميد قويدر.

تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا، وانتشر خطابه العنصري والشعبوي بين الناس كالنار في الهشيم في العشر سنوات الأخيرة، ووصل للحكم في بعض البلدان مثل النمسا. وهذا ما استثار سُكونَ المنظمات الحقوقية، ودفع منظمات المجتمع المدني “NGOs” و “Zivilgesellschaft” للعمل بكثافة أكثر للتصدي لخطاب الكراهية والانقسام، ولتوثيق الحالات العنصرية في المجتمع، والتي أخذت بالتزايد بشكل يهدد السلم الأهلي فيها.

حيث أحصى مركز توثيق الإعتداءات العنصرية ضد المسلمين في النمسا “Dokustelle” السنة الماضية حوالي الـ 509 حالة عنصرية، تتراوح بين خطاب كراهية وشتم، لتصل إلى الضرب والعنف والهجوم على المساجد. اقرأ التقرير

كما وزاد الدافع لدى هذه المنظمات لتنظيم الندوات والمحاضرات وورش العمل الخاصة بتوعية الناس وبخاصة القادمين الجدد إلى طرق التعامل مع المعتدي أو صد الهجوم العنصري والتواصل مع الشرطة والتبليغ عن المعتدين، أو حتى التعامل مع المجرم المسلّح في حال وقوع هجوم إرهابي في أماكن تجمّع الأقلّيات العرقية أو الدينية “كالذي حصل في نيوزيلندا منذ أشهر”.

ومن تلك النشاطات، ما قام به المركز “Dokustelle” بالتعاون مع مسؤول وحدة حماية الأقليات التابعة لجهاز الشرطة في فيينا السيد آلفريد شون.

توثيق الاعتداءات العنصرية, العنصرية ضد المسلمين, العنصرية في النمسا

حيث تم عقد ورشة عمل مع المشاركين لتعريفهم بما سبق وتزويدهم بمعلومات مهمة عن العنصرية، والتعامل مع خطاب الكراهية، ودور الشرطة في حماية الأقليات الدينية أو العرقية في النمسا.

وفي الختام أجاب المركز والشرطة عن أسئلة الحضور، واستمعوا إلى خبراتهم والحالات التي تعرضوا لها، وزوّدوا المشاركين بالعديد من النصائح والأرقام المهمة للتواصل معها في حال تعرضوا لحالات عنصرية.

وهنا أُحبُ أن أذكركم بالورشة الثانية التي سيعقدها المركز “Dokustelle” بالتعاون مع الشرطة مطلع الشهر القادم.

توثيق الاعتداءات العنصرية, العنصرية ضد المسلمين, العنصرية في النمسا

وفي النهاية أقول أن الدفاع عن النفس وحماية الممتلكات الشخصية واجب مشروع على كل فرد من أفراد المجتمع، ودفع الضرر أو الإعتداء من خلال التهديد بالإتصال بالشرطة أو طلب المساعدة من الآخرين أو الدفاع بالضرب المماثل -فقط في حالة مبادرة المعتدي بالضرب أولاً- هو أمر طبيعي جداً يجب على المعتدى عليه أن يَعيهِ جيداً وأن يمتلك الشجاعة “Zivilcourage” لمواجهته ومواجهة الأخطار التي تحيط به، خصوصاً مع تصاعد الخطاب الشعبوي المتطرف.

ولكن الشجاعة لا تعني أبداً تكوين العصابات أو ممارسة البلطجة في الشوارع بحجة الدفاع عن الأقليات كما يروج البعض، أو نشر خطاب العنتريات بين العامة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، متجاوزين بذلك القوانين والدستور ووجود منظمات ومؤسسات وأجهزة شرطة وُجِدت للدفاع عن المظلومين وأخذ حقوقهم من المجرمين.

 

توثيق الاعتداءات العنصرية, العنصرية ضد المسلمين, العنصرية في النمسا

مقالات ذات صلة