الهجرة واللجوء

“المعايير المزدوجة في فرنسا”: مجلس الدولة يرفض منح الحماية المؤقتة للأجانب الفارين من أوكرانيا

صادق مجلس الدولة الفرنسية على قرار رفض منح الأجانب الفارين من أوكرانيا وضعية ”الحماية المؤقتة“ نفسها التي منحتها الدولة الفرنسية للأوكرانيين، وسط غياب مراسيم فرنسية لتوسيع تمديد تلك ”الآلية“.

وأرغمت المعايير المزدوجة المتبعة في فرنسا، ولاسيما في التعامل مع الفارين الأوكرانيين وغير الأوكرانيين من أوكرانيا، طلب العدالة من الهيئات المختصة.

وكانت طلبت أرمنية فارة من أوكرانيا ولديها إقامة مؤقتة هناك، ”الحماية المؤقتة“ في فرنسا في آذار/مارس الماضي، لكن محافظة شرطة ”سين ماريتيم“ رفضت طلبها ومنحتها إقامة مدة شهر واحد ريثما يعاد فحص الملف.

واعترض قاضي الأمور المستعجلة على القرار نهاية شهر نيسان/أبريل، ووصلت القضية إلى مجلس الدولة.

وأشارت أعلى هيئة قضائية في قرارها الصادر 27 كانون الأول/ديسمبر، إلى أن النصوص الأوروبية التي اتخذت بعد الغزو الروسي تحتفظ من حيث المبدأ بـ”الحماية المؤقتة” للأجانب الذين أقاموا في أوكرانيا بموجب “تصريح إقامة دائمة” ولم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية “في ظروف آمنة ومستدامة“.

لاجئون أوكرانيون
Alexey Tarkhanov/Kommersant Photo via Polaris لاجئون أوكرانيون

لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى عدم اتخاذ السلطات التنفيذية أي “أمر” من هذا النوع لتوسيع الآلية المتبعة والمتعلقة بالفارين من أوكرانيا، لذا يمكن للإدارة المسؤولة رفض طلب السيدة الأرمنية.

وانتقدت منظمات وجمعية فرنسية قرار مجلس الدولة الأخير، معربة عن قلقها بشأن مصير الأجانب الذين فروا من أوكرانيا ولم يستطيعوا الاستفادة من وضعية الحماية الاستثنائية المقدمة إلى الاوكرانيين، والتي تتيح لهم الحصول على حماية مدة ستة أشهر قابلة للتجديد، إضافة إلى السماح لهم بالعمل والحصول على مخصصات.

وكانت نشرت 17 جمعية ومنظمة غير حكومية بما فيها منظمة Cimade ومنظمة العفو الدولية، بياناً صحفياً في أوائل حزيران/يونيو، نددت فيه بالـ”المعايير المزدوجة“ للسلطات والتفرقة في المعاملة الإنسانية بحق المهاجرين غير الأوكرانيين، إذ إنهم يعانون من صدمات ويخافون من المجهول نفسه الذي يخاف منه الأوكرانيون.

ولا يستطيع المهاجرون الأجانب القادمون من أوكرانيا، البقاء في فرنسا إلا من خلال التقدم بطلب اللجوء أو الحصول على تصريح إقامة، وإلا سيصبحون في وضعية غير قانونية. ولا يخلو الأمر من صعوبات في الحالتين.

وكان أشار جيرار صادق من جمعية سيماد بالقول ”عليك التقدم بطلب الحصول على تأشيرة طالب في بلدك الأصلي“، لهذا يطلب من المهاجرين الأجانب العودة إلى بلدهم للحصول على الحق في الدراسة في فرنسا. مضيفا ”إنه أمر سخيف“. وهذا بالضبط ما حصل مع نيسيا ”طلب مني الموظف العودة إلى الجزائر والتقدم بطلب للحصول على تأشيرة دراسة من هناك“.

واستقبلت فرنسا أكثر من 106 آلاف نازح من أوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 شباط/فبراير 2022.

مهاجر نيوز.

مقالات ذات صلة