أهم الأخبارمقال رأي

إجازة للأرض في يوم الأرض

من الجيد أن نتعلم فصل النفايات بشكل صحيح، لأننا بهذا يمكن أن نجنب العمال الجهد الإضافي ونساهم في خفض التكاليف والحفاظ على البيئة بشكل أفضل.

علا خطّاب.

احتفل العالم في ٢٢ نيسان/ابريل بيوم الأرض، و يعدّ هذا الاحتفال دعوة سنوية لرفع الوعي بضرورة المحافظة على بيئة صحية،آمنة وعادلة وعالم مستقر، وليظهر القضية البيئية كإحدى القضايا الأساسية في العالم. احتُفل لأول مرة بيوم الأرض عام ١٩٧٠ و يرجع سبب اختيار يوم ٢٢نيسان لأنه يمثل فصل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي وفصل الخريف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
تزامن يوم الأرض هذا العام و أمّنا تتنفس الصعداء في إجازة مؤقتة حيث أنه ومع تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم لزم البشر منازلهم وتوقفت المعامل والمصانع وحركة الطيران اذعاناً للإجراءات المتبعة للحد من انتشاره.
من المؤكد أن مراعاة الفرد المحافظة على صحة البيئة ينعكس من خلال ممارساته اليومية واتباعه نهجاً حياتياً تكون أولوياته الحفاظ على البيئة والتخفيف من الأنشطة البشرية الضارة.
ففي دمشق كنا نحتفل بهذا اليوم من خلال إطفاء الأنوار من الساعة الثامنة والنصف حتى التاسعة والنصف وأذكر أنني كل عام أسأل والدي نفس السؤال ( هل حقاً ساعة واحدة في العام تكفي لنحافظ على البيئة ؟) فيقول ” ساعة واحدة تكفي لنعيد التفكر بما نفعل!“.
لم يسبق لمعظمنا نحن القادمون الجدد أن شاركنا بواجب فصل النفايات في بلداننا، منذ سنوات سمعتُ يوماً عن مبادرة لتدوير الورق في دمشق لكنها لم تستمر نظرا لعدة عوامل أهمها غياب التقنيات اللازمة.
لكن حين أتينا للعيش هنا تهافتت علينا تعليمات كثيرة بضرورة فرز النفايات وبأن الدولة تفرض قوانين صارمة في هذا المجال، و تحدّد رسوماً, لكهنم أخبرونا بالمقابل أنها تقدم الإمكانيات والوسائل التي تسهل ذلك فتنشر حاويات خاصة لكل نوع من النفايات في مختلف الأحياء والأماكن والطرقات, عموماً يعد فرز النفايات سلوكاً اعتياديا لدى النمساويين كمساعدة منهم في تدوير ما يمكن تدويره.
لدى سؤالي لخمسين سيدة عن هذا الموضوع، أكثر من ٨٠ ٪ منهن أجبن بأنهن لم يجدن صعوبة بفرز النفايات واتبعن التعليمات بسهولة بل ويشعرن بالمسؤولية بأهمية هذا ولكن لم يخلوا الأمر من بعض النسيان فقد تسقط علبة معدن سهوا أو لربما قصداً في القمامة العادية!
وبنسبة لا تتجاوز ١٠٪ لا تجد السيدات في فرز النفايات أهمية تذكر، فحسب قول احداهن ”المهم بيتي نضيف شو بدي شو عم يصير ببرا ”.
و ٢٪ من السيدات لا تعلمن بوجود حاويات اخرى غير الورق باعتبار أن الحاويات المخصصة للزجاج والبلاستيك والمعادن غالبا ماتقع في نقاط محددة في الحي وليس في البناء نفسه.
نذكر بأنه من الجيد أن نتعلم فصل النفايات بشكل صحيح، لأننا بهذا يمكن أن نجنب العمال الجهد الإضافي ونساهم في خفض التكاليف والحفاظ على البيئة بشكل أفضل.
أما عن ممارساتنا اليومية الجيدة التي مارسناها ونمارسها ولا نعي أنها تحافظ على حماية البيئة قالت إحدى السيدات وهي لاجئة من سوريا ”صحيح أننا في المنزل لم نكن نفرز القمامة لكن أمي علمتنا منذ الصغر أن نخفف قدر الممكن من النفايات، فلا أذكر أنها رمت طعاماً أبداً ”.
سيدة أخرى تقول ” لم أكن أعلم أنني أساهم في الحفاظ على البيئة حين كنت ارتدي ثياب اختي الأكبر، فلو عرفت حينها ربما لم أكن لأغضب بشدة! وأنا حريصة اليوم بأن ينشأ أطفالي على عادات بيئية سليمة “.
حين سألت رهف عن ذلك قالت ” مازال صوت أبي يدور في رأسي – بابا اطفوا الضو بالمكان لي مالكن شغل فيه- ربما ما كان يشغله حينها قيمة فاتورة الكهرباء لكنه دون أن يدري عزز فينا قيمة توفير الطاقة“ وتضيف بأن ركوب الدراجة الهوائية من أكثر الأشياء متعة بالنسبة لها ” منخفف تلوث ومنتحرك“.
من الجميل أن ندرك بعد كل هذه التجارب بأن ما تقوم به مجتمعاتنا البسيطة من الممارسات العفوية التي لا اسم لها يتم تطبيقه هنا ضمن المناهج الثلاثة (Reuse اعادة استخدام – Reduce تخفيض – Recycle اعادة تدوير).
فهل كانت تدري جدتي بأن كيسها القماشي الخاكي(السك) كان يمشي على منهجين!
أخيرا من أجل الأرض احرصوا/احرصن على أن يكون تصرفكم/ن أخضر, أي مراعٍ للبيئة من أجل مستقبل مستدام.

يوم الأرض
Bild: pixabay

مقالات ذات صلة