أخبار منوعة

اتفاق عالمي يمنع قطع الغابات بحلول العام 2030

التزم أغلب زعماء العالم في مؤتمر "كوب 26" للمناخ بغلاسكو بالعمل على لجم قطع أشجار الغابات بحلول 2030. وميزانية ضخمة رصدت لذلك. ردّ فعل خبراء البيئة جاء متفاوتاً بين مرحب وبين محذر من أن يتيح ذلك قطع الأشجار لعقد قادم.

ينتظر أن يتعهد قادة العالم المجتمعين في غلاسكو في إطار مؤتمر “كوب 26” حول المناخ في اليوم الثاني من قمتهم الثلاثاء، (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021)، بشكل رسمي بلجم قطع أشجار الغابات بحلول العام 2030.

واتفق أكثر من 100 زعيم عالمي في وقت متأخر من أمس الاثنين بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي، بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي.

ومن بين الدول الموقعة، البرازيل وروسيا اللتان تُوجه إليهما أصابع الاتهام بسبب تسارع قطع أشجار الغابات على أراضيهما، فضلا عن الولايات المتحدة والصين وأستراليا وفرنسا.

التغير المناخي وكوكب الأرض

تمويل بنحو 19 مليار دولار

ووفق البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نيابة عن زعماء القمة، فإنّ هذا الإعلان سيغطي غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلومتر مربع. وقال جونسون إن المبادرة التي ستستفيد من تمويل رسمي وخاص قدره 19.2 مليار دولار، أساسية لتحقيق هدف حصر الاحترار المناخي عند 1,5 درجة مئوية.

ونقل عن بوريس جونسون قوله: “هذه الأنظمة البيئية الرائعة هي رئة كوكبنا”، مضيفا أن الغابات “أساسية لاستمراريتنا” إلا أنها تتراجع بـ “وتيرة تثر القلق” توازي مساحة 27 ملعب لكرة القدم في الدقيقة.

وفي إطار الاتفاق، تعهدت 12 دولة بينها بريطانيا بتقديم 8.75 مليار جنيه إسترليني (12 مليار دولار) من الأموال العامة بين 2021 و2025 لمساعدة الدول النامية عبر جهود منها استعادة عافية الأراضي التي تعرضت لانحلال التربة والتصدي لحرائق الغابات.

كما سيقدم أكثر من 30 كياناً استثمارياً من القطاع الخاص، ومن بينها أفيفا وشرودرز وأكسا، ما لا يقل عن 5.3 مليار جنيه أسترليني إضافية.

كما تعهدت هذه الكيانات، التي تمثل 8.7 تريليون دولار من الأصول المدارة، بوقف الاستثمار في أنشطة متعلقة بإزالة الغابات بحلول 2025.

بين مرحب ومنتقد

واستقبل هذا الاتفاق بشكل متفاوت من قبل الخبراء والنشاطين. فقسم منهم رحبوا بهذا الالتزام، الذي سيعلن عنه رسميا في مناسبة يعقدها رئيس الوزراء البريطاني، يتم خلالها الاعتراف بدور السكان الأصليين في حماية الغابات. وقسم آخر على غرار منظمة غرينبيس، اعتبروا أن هدف 2030 بعيد جدا ويعطي الضوء الأخضر “لقطع أشجار الغابات لمدة عقد إضافي من الزمن”.

كما أن هناك من حذر من أن الوفاء بالالتزامات المعلنة في هذا المؤتمر يقتضي التركيز المزدوج على حماية الغابات القائمة إلى جانب التركيز على إصلاح الغابات المتدهورة. ويقول معهد الموارد العالمية إن الغابات تمتص نحو 30 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض. لكن هذا الحائل الطبيعي دون تغير المناخ يختفي سريعا، تقول

مبادرة (غلوبال فورست ووتش) المعنية برصد إزالة الغابات والتابعة لمعهد الموارد العالمية، طالما فقد العالم “258 ألف كيلومتر مربع من الغابات في 2020” وحده. وهي مساحة أكبر من مساحة المملكة المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن ربع الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة (23 بالمائة) مصدرها راهناً من نشاطات مثل الزراعة وصناعة الأخشاب.

“التحرك ووقف الثرثرة”

ومجددا اليوم الثلاثاء، حضّت الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ خلال تظاهرة جديدة في غلاسكو، قادة العالم المشاركين في “كوب 26” على التحرك ووقف “الثرثرة”.

وقبل ذلك، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعوة حثيثة إلى دول العالم لـ “إنقاذ الأرض”، في افتتاح المؤتمر الذي تزامن مع انتهاء أشغال قمة العشرين الأحد.

وهذه القمة أرسلت مؤشرا سلبيا نحو غلاسكو، بفشل اقتصاديات العالم الكبرى المسؤولة عن 80 بالمائة من الانبعاثات العالمية، في الاتفاق على موعد محدد لتحييد أثر الكربون مكتفية في البيان الختامي بعبارة “منتصف القرن” الحالي.

و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)

مقالات ذات صلة