أهم الأخبارمقال رأي

الأمهات اللاجئات والتعليم عن بعد, بين مهام المنزل والتحديات.

لم يكن التعليم عن بعد ضيفاً خفيفاً على الأهالي في المنزل وبشكل خاص على الأسر اللاجئة حيث يعاني معظم أولياء الأمور وخاصة الأمهات من الضغوط النفسية بسبب الوضع الجديد الذي كان مفاجئا لهم ولابنائهم.

علا خطاب.

بات موضوع التعليم عن بعد يفرض نفسه على ٨٠٪ من طلاب العالم حاليا بتفشي فيروس كورونا المستجد وبحسب منظمة اليونيسكو إن مليار و٣٧ مليون طالب لا يذهبون الى مدارسهم بسب الحجر الصحي .

وفي اذار الماضي اعلنت الحكومة النمساوية عن اغلاق المدارس حتى عطلة عيد الفصح ثم ما لبثت ان مددتها في بعض المدارس الى منتصف الشهر الخامس .

إن التعلم عن بعد لم يكن ضيفاً خفيفاً على الأهالي في المنزل وبشكل خاص على الأسر اللاجئة حيث يعاني معظم أولياء الأمور وخاصة الأمهات من الضغوط النفسية بسبب الوضع الجديد الذي كان مفاجئا لهم ولابنائهم.

طفلان أو ثلاثة وربما أكثر, فروض منزلية كثيرة, غياب الجاهزية التقنية للتعليم االكتروني في المنزل منصات جديدة، مشكلات وجدت الأمهات اللاجئات انفسهنّ أمامها دون سابق إنذار. ناهيك عن التحدي الأساسي وهو أن نسبة كبيرة من الأمهات لا يجدن اللغة الألمانية بشكل يؤهلهن لتدريس ابنائهن ومساعدتهم بواجباتهم .

تقول ليلى لاجئة من العراق ” لدي ثلاث طفلات في مراحل عمرية متقاربة ١١ -٩ و ٨ سنوات وأجد صعوبة بالغة بتدريسهن في المنزل وتلقي الفروض المنزلية عبر البريد الإلكتروني بالإضافة إلى أننا لا نملك طابعة في المنزل فأنا اضطر لكتابة كل مافي الأوراق المرسلة وفهمها ثم مساعدة أطفالي على حلها وإعادة إرسالها عبر الإيميل وهذا يستغرق نهاري كاملا فأنا لا اجيد الألمانية وهذا يصعب الأمر, لدي خوف من أن يتراجع مستوى طفلاتي وأتمنى أن تفتح المدارس قريبا“

كما تعاني مروة أيضا وهي لاجئة سورية لديها طفلان في المدرسة وتقول ”عانيت من ضغط كبير في الأسبوع الأول لافسر لأطفالي بأن المدرسة لم تتوقف وأنه ليس هناك عطلة ,وما ضاعف المشكلة هو كيفية تنظيم الوقت بينهم لاسيما وأن البيت فيه جهاز كومبيوتر واحد ”

أما أحلام لاجئة عراقية تصف تجربتها فتقول “ انها تجربة سيئة بالنسبة لي وللأولاد ,اعترف بأن هذا الظرف الاستثنائي أفقدني ثقتي بنفسي أمام أطفالي حيث أجد نفسي عاجزة عن شرح الدروس لهم والإجابة على أسئلتهم , فأنا لم أتلق تعليم كافي في طفولتي بالإضافة إلى أنني لا اجيد الألمانية ولا اعرف كيف استخدم برنامج ال zoom ،أتمنى أن ينتهي هذا الوضع قريبا “

بالمقابل تقول يارا بأن التعلم عبر الانترنيت لم يشكل لها مشكلة لان ابنتها ذات ١٧ عاما تستطيع الاعتماد على نفسها وهي معتادة على التكنولوجيا .

إن ما يلفت النظر في كل التعليقات السابقة هو غياب الأب في هذه العملية حيث تتحمل الأمهات هذا العبء وحيدة اضافة إلى الأعباء المنزلية الأخرى.

فتضيف ليلى ” يرفض زوجي الجلوس مع الأطفال وتدريسهم بحجة أنه لا يملك الصبر الكافي ”

أما أحلام فتصف دور زوجها في المنزل ” كنت اعتقد أن لدي ثلاث أطفال الا أن كورونا والحجر المنزلي فاجأني بأني أملك أربعة هم ووالدهم ”

تقول مروة ” ان ما اخشاه أن يحملني زوجي الذنب ان تراجع مستوى أطفالي في هذا الفصل وبالمقابل لا يرغب هو بمتابعة واجباتهم رغم ان لديه تعليم كافي“

لا يغيب عنا أن عملية التعلم تعتمد على المعلم القادر على إيصال المعلومة وهي ملكة لا تملكها جميع الأمهات فكيف إن كن يعانين من مشاكل عديدة ليس آخرها التعليم الإلكتروني بل و تحمل مسؤولية الإخفاق في تحصيل علمي جيد للأطفال.

إن الجائحة شكلت فرصة لإعادة النظر بالتعليم عن بعد لكنها أيضا تضع منظومة التعليم أمام تحدي كبير عن مدى إمكانية مواءمته للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع كاللاجئين حيث أن الأولياء وابنائهم هم الفئة المستهدفة في عملية التعلم ككل .

نذكر بأن عدد من المدارس تعاني من تسرب الطلاب اللاجئين وعدم القدرة على التواصل معهم وهذا على الأرجح بسبب عدم معرفة الأهل بالتكنولوجيا وما عليهم فعله.

مقالات ذات صلة