نصائح طبية

مرض العصر “السكري” وتأثيراته على العيون مع الدكتور جمال عثامنة

النمسا نت – خاص.

“داء العصر” الاسم الشائع لمرض السكري, والذي تظهر الاحصائيات أنه يصيب مايقارب عشرة بالمئة من الرجال وتسعة ونصف بالمئة من النساء الذين تتجاوز أعمارهم الـ 25 عاماً, كما يزيد عدد إجمالي المصابين به في أوروبا فقط عن 60 مليون شخص.

كما تعتبر بعض الدول العربية مثل السعودية أو الكويت من أكبر الدول التي تضم مصابين بداء السكري في العالم, وقد تضاعف عدد المصابين بهذا المرض أكثر من مرتين ونصف في العشرين عاماً الماضية.

ولإثراء المقال حول الموضوع استضافت النمسا نت الدكتور جمال عثامنة أخصائي تصحيح البصر باستخدام الليزر المقيم في فيينا, والمُحاضر في مرض السكر وآثاره على العين. وطرحنا عليه الأسئلة التالية:

ماهي أسباب انتشار مرض السكري المتزايد بين فئة الشباب بشكل عام؟

للحديث عن الأسباب يجب أن نميز أولاً بين نوعين من مرض السكري,
النوع الأول والذي يحدث نتيجة خلل يصيب غدة البنكرياس, و الخلايا المنتجة للأنسولين مما يؤدي إلى عدم إنتاج ما يكفي من الأنسولين للجسم, وقد تكون أسباب الاصابة بهذا النوع متنوعة منها ما هو وراثي ومنها ماهو بيئي.
أما النوع الثاني من مرض السكري فقد يكون ناتجاً عن السلوكيات الخاطئة التي اعتاد عليها الناس في هذا العصر ,ومنها عدم انتظام مواعيد النوم, اضطرابات زيادة الوزن, قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بشكل كافي, وتناول المأكولات الغير صحية بشكل عام, وكذلك الإجهاد والتوتر المستمر.

السكري, مرض السكري, السكري والعيون, تأثير مرض السكري على العيون, جمال عثامنة, الدكتور جمال عثامنة

كيف يؤثّر مرض السكري على العيون؟

نظراً لدقة وحساسية العين وخلاياها فإن مرض السكري يؤثر عليها بشكل مباشر, عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعًا، وفي حال استمرار الارتفاع من دون علاجات. فذلك من شأنه أن يؤثر على صحة العين, وخصوصاً إذا تم إهمال ضبط مستويات السكر في الدم ومراقبتها, مما قد يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الصغيرة والحساسة في الجزء الخلفي من العين, مع ظهورارتشاحات و نزيف بشبكية العين ,وقد يكون أحياناً نزيفاً حاداً قد يؤدي إلى إصابة المريض بضرر كبير في الرؤية لاقدر الله إذا تكرر النزيف ولم يتم المبادرة بالعلاج.

إن إهمال مراقبة السكري قد يتسبب بالإصابة بأمراض عينية مبكرة مثل الماء البيضاء في العشرينات والثلاثينيات من العمر, أو حدوث اعتلال الشبكية السكري, التهابات العين ,خلل في الإبصار, إعتام عدسة العين أو مايسمى بالمياه الزرقاء.

هل اللجوء للجراحة هو الحل بالنسبة لمريض السكر.

ليست كل الحالات تستدعي الجراحة,والوقاية دائماً خير من العلاج، فبالمتابعة الدورية لدى طبيب العيون لفحص قاع العين يستطيع مريض السكر تفادي كثير من المضاعفات, وعند ظهور أى ارتشاح أو نزيف يمكن معالجته عن طريق أشعة الليزر والتى تعمل على منع النزيف والارتشاح عن طريق تحسين الدورة الدموية للجزء المركزي للشبكية, أو من خلال حقن مواد طبية وأدوية داخل العين وهذه من أحدث الطرق التي نستخدمها في معالجة هذا الخلل لتجنب الجراحة العينية.

أما فى حالات النزيف الشديد فتكون جراحة الشبكية والجسم الزجاجى هى الحل الأمثل الذي نوصي به لتفادي حدوث مضاعفات فى الشبكية والتى إذا حدثت قد تؤدى إلى نتائج غير مضمونة للجراحة.

متى تصبح زيارة الطبيب ضرورية؟

عند ملاحظة أيّ تغييرات مفاجئة في الرؤية, يجب عدم التأخر في ترتيب موعد مع الطبيب فورًا، بما في ذلك ومضات غير اعتيادية من الضوء، أو الكثير من النقط العائمة في العين، أكثر من الحالات الاعتيادية.

ما هي سبل الحفاظ على البصر؟

بشكل عام أنصح دائماً باتباع سبل وارشادات الوقاية من مرض السكري لحماية أجسادنا، أو لحماية عيوننا من الأسوأ, لذا لا بد من ضبط مرض السكري، من خلال الإبقاء على معدل السكر في الدم ضمن الحدود المقبولة، وكذلك السيطرة على ضغط الدم نظراً لحساسية الأوعية الدموية في العين، وكذلك يجب مراقبة مستويات الكولسترول في الدم وأنصح بالإقلاع عن التدخين.

وأخيراً فإنني أوصي بإجراء فحص العين المتوسعة مرة في السنة على الأقل، أو أكثر في حال أوصى طبيب العيون بذلك, وهذه الإجراءات هي وسائل فاعلة لحماية صحة العيون، والمحافظة على البصر.