مقال رأي

عن فيلم الشقيري, هل هو بالفعل إحسان من المستقبل؟

الفيلم استعرض الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا وتأثيرها في تحسين حياة الناس وهذا أمر حَسن، ولكن لماذا لم يتم ذكر أي فئة من الناس سيكونون قادرين على الإستفادة من هذه التكنولوجيا؟

شاهدت قبل فترة وجيزة فيلم #أحمد_الشقيري بعنوان: #إحسان_من_المستقبل، وبما أن الفيلم كان موضوعه عن البرمجة والتصميم الذكي، والذكاء الصناعي والتكنولوجيا ومستقبل الماء والغذاء والطاقة والبيوت الذكية والوظائف المستقبلية، فرأيت أن أعقب على هذا الفيلم الجميل، لأنني أعمل في هذا المجال “البرمجة” ولدي الخبرة الكافية لأتكلم وأنتقد هذا الفيلم، ولكي أضيف الكثير من النقاط التي غَفِلَ عنها طاقم العمل، أو تعمَّدوا عدم ذكرها في فيلمهم لأسبابهم الخاصة.

استعرضَ الفيلم الكثير من جوانب الحياة التي تغيرت في العالم، والتي تشهد تطوراً سريعاً داخل الشركات الكبرى والمختبرات والجامعات والحكومات القوية والغنية، وبعيداً عن حياة العامّة من الناس، الذين أشغلتهم همومهم اليومية وطغيان حكامهم عن اللحاق بركب التطور.

حيث بدأ الشقيري بالحديث عن السيارات الذكية ومستقبل النقل الجماعي، ومن ثم انتقل إلى مستقبل المستودعات، والأربعين روبوت الذين يعملون بِطاقة 500 عامل بشري “يعني طاقة 40 روبوت = طاقة 500 موظف”.

وبعدها تكلم عن الروبوتات المتوازنة ذاتياً وآلية حركتهم المتناسقة “نوعاً ما!”، ليشير سريعاً إلى مستقبل توصيل الطلبات إلى المنازل، بعدها تطرق إلى توظيف طاقات الشباب في عمل روبوتات واكتشاف حلول ذكية تساعد في حل المشاكل البيئية التي تواجه الكوكب ككل!. من خلال المسابقات العالمية التي تقام دورياً ويشارك بها المئات من الدول حول العالم.

بعدها انتقل إلى بدء إدخال مادة الذكاء الصناعي في بعض المدارس، وكيف أن الفتيان أحبّوا هذه المادة وتناغموا معها بشكل غير طبيعي!.

ومن ثم تابع في شرح مفهوم إنترنت الأشياء والبيوت الذكية و”سوبر ماركت المستقبل” وخاصية التعرّف على الوجوه والحساسات التي تستشعر الحركة، وصولاً إلى دخول الذكاء الصناعي في مجال الرياضات والأنشطة الترفيهية والشطرنج والموسيقى.

بعدها انتقل الشقيري إلى وزير الذكاء الصناعي ليحدثنا عن مستقبل الوظائف والعمل، والأهم هو مستقبل التعليم الجامعي التقليدي!.

وفي الجزء الثاني من الفيلم تحدث عن استخراج الماء من الهواء والطاقة الشمسية وأثرها الإيجابي، ثم ذهب إلى مصنع لإنتاج الخضار في وسط الصحراء! ليشرح لنا مستقبل الغذاء.

بعدها عرّج على الطباعة ثلاثية الأبعاد وعن مستقبل السكن والبيوت المسبقة الصنع.

ولم يغفل عن الجانب الطبي، فقد أشار إلى مستقبل الطب من خلال عملية الكشف عن الأمراض من داخل الجسم، وشرح علم النانو ومستقبله.

وأخيراً تكلّم عن مستقبل اللغات البرمجية وعن ضرورة تحفيز الأهل لأطفالهم لتعلّمها، وفهمهم للغات التواصل مع الآلة في المستقبل القريب.

إيجابيات الفيلم لا تنتهي! إحسان في التصوير والعرض والمحتوى المتنوّع والشيّق والمهم، وأيضاً التركيز على إدخال العلوم الحديثة كالبرمجة والذكاء الصناعي في المدارس والتعليم، وضرورة دعم وزارات التربية والحكومات العربية لهذه المناهج الجديدة وتعليمها للشباب والأطفال.

بعد هذه المقدمة القصيرة ???? أريد أن أضيف بعض النقاط النقدية، التي لم تُذكر -كما أسلفت في أول المقال-، ونقدي هنا هو من باب استكمال الإحسان -الفيلم- الذي أنتجه الشقيري وفريقه، وليس انتقاصاً لهذا المحتوى الجميل.

  • الفيلم لم يسلّط الضوء على أي سلبية من سلبيات الذكاء الصناعي! وهذا أمر غير موضوعي لمن يريد تبسيط العلوم الجديدة للناس ولغير المتخصصين في التقنية.

  • الفيلم لم يتكلم أبداً عن خطورة سوء استخدام البيانات! أو عن الخصوصية وسُبل حمايتها، وإلى أي مدى يمكن للآلة أو للشركات المُصنّعة لها أن تتدخل في شؤون البشر وحياتهم الشخصية وخصوصياتهم، مع الأخذ بالاعتبار ثقافة وعادات كل أمة وشعب على هذه الأرض!
    فمثلاً الشعوب العربية تتميز بالغيرة والخصوصية وحُرمة البيت والأهل، أما شعب النمسا مثلاً يتميز بأنه غير مقتنع إلى الآن بتدخل الآلة في حياته اليومية “كالمساعدات الصوتية -سيري وأليكسا- والشرائح الإلكترونية الطبية مثلاً”.
    أمن المعلومات والبيانات يجب أن يترافق مع ضمان كامل لعدم تسريب البيانات واختراقها أو المتاجرة بها أو اساءة استخدامها أو وقوعها في يد الحكومات اليمينية المتطرفة أو الجماعات الإرهابية أو المافيا أو الديكتاتوريات الشمولية كالصين مثلاً.
    بالإضافة إلى احترام عادات وثقافات كل مجتمع بما لا يتقاطع مع تطورهم واستفادتهم من التقنية الحديثة.
    وهنا وجب أن أشير إلى قانون حماية البيانات الأوروبي أو كما يُترجم بـ “اللائحة العامة لحماية البيانات”، والذي يحمي الأفراد والشركات داخل أوروبا من خطر استغلال أو سرقة البيانات الشخصية للمستخدمين أو سوء استخدام البيانات “كالموقع الجغرافي والاسم والعنوان ورقم الهاتف وعنوان البريد الإلكتروني وحسابات مواقع التواصل الإجتماعي والخ..”
    الغريب أن أمراً بهذه الأهمية قد أغفله الشقيري أو تجاهله تماماً!.

  • الشقيري لم يذكر أن الذكاء الصناعي مهما بلغ من ذكائه، فلن يستطيع الوصول لذكاء صانعه “الإنسان”.
    نعم الذكاء الصناعي أسرع وأدق ألف مرة من الإنسان، ويستطيع إنجاز مهام لا يقدرُ عليها البشر، وأيضاً تعلّم حيل وطرق جديدة، واكتشاف حلول للمعضلات والمشاكل بنفسه، والتعلّم من أخطاءه والعمل على تحسين مهاراته.
    ولكن رغم هذا كله ينقصه القدرة على الإبداع والخيال والتناسق بالأفعال وتوقع الأشياء الغير مبنية على معطيات “كما يسميها الناس بـ الحاسة السادسة أو الحدس أو التخمين”.
    عدا عن موضوع المشاعر والأحاسيس الذي تتميز بها الكائنات الحية عن باقي المخلوقات، هذا الأمر الذي لا يمكن لآلة تعمل بنظام “الصح والخطأ” أن تستوعبه أو أن تعمل به. ولهذا، وجب التوضيح بأن الآلة لن تستطيع السيطرة على البشر والتحكم بهم كما تروّج له أفلام هوليوود وغيرها! “على الأقل في القرنين القادمين، والله أعلم”.

  • ذكر الشقيري أن مستقبل إنتاج الغذاء سيكون ضمن المصانع والبيئة الصناعية التي ستوفر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بنسبة 1/400 -كل متر مربع من المزارع الصناعية تعادل زراعة 400 متر مربع من المزارع الطبيعية- والتي توفر للنبات كل العناصر التي يحتاجها من ضوء وماء وغذاء وأسمدة ووالخ.
    حسناً… مع اتفاقي على أهمية الفكرة، ولكن ماذا عن جودة الغذاء وأمانه على الصحة البشرية؟ لماذا لم يُذكر لنا الفحوصات والتجارب العلمية لإثبات صحة وأمان هذا الغذاء على البشر لمدة طويلة؟ ثم ماذا عن المزارعين والبُسطاء وأعمالهم ومحاصيلهم الزراعية؟ هل سيتم إشراكهم في هذه المشاريع؟ أم أن الأمر محصور فقط على مهندسي الزراعة والمبرمجين والشركات الكبرى والحكومات الغنية؟
    في سياق متصل ومهم، تم إهمال الحديث عن مستقبل المواد الغذائية الحيوانية تماماً! كمزارع الخيول والأبقار والأغنام والدجاج والمنتجات الحيوانية كـ البيض والحليب والصوف واللبن وصناعة الجلود ودباغتها ووالخ.
    أعتقد أن الأمر تم تجاهله بسبب ما يحتويه من مناظر قد تزعج البعض، أو لا تتماشى مع موضة العصر “النباتيون” أو الخُضرجية في اللغة العاميّة -الذين يأكلون منتجات الخضار فقط ????-.

  • لماذا لم يتطرق الفيلم إلى استخدام التقنية والذكاء الصناعي في المجال العسكري؟
    حيث أن الكثير من التقنيات الحديثة بل والقديمة أيضاً، تم اختراعها في المنشآت العسكرية! ليتم التسويق لها لاحقاً وتطويرها في القطاع المدني. كـ نظام تحديد المواقع وجهاز تسخين الطعام المنزلي “المايكروويف”!.
    وهل تم فعلاً التغافل عن ذكر التكنولوجيا العسكرية والأسلحة الفتاكة والنووية، التي قد تقضي على البشرية جمعاء؟! أم أن هذا الأمر لا يتماشى مع مبدأ المثالية في كل شيء، والذي يعتمد عليه الفيلم وصانعوه؟!.

  • الفيلم لم يتطرق للبنية التحتية اللازمة لتشغيل وتطوير هذه التقنيات، فمثلاً أغلب شركات السيارات أجمعت على أن السيارات ذاتية القيادة تحتاج إلى طرق مُعبّدة ومجهزة بالتقنيات والكابلات والألياف الضوئية اللازمة للإبقاء على السيارة متصلة بالإنترنت في الطرق السريعة! وتأمين المُخدمات “السيرفرات” العملاقة لتخزين وتجميع بياناتها، وأيضاً الطاقة الكافية لتشغيل هذا الكم الهائل من السيارات في آن واحد.
    مع الأخذ بالحسبان اختلاف طبيعة وتضاريس وطقس وحرارة كل بلد يتم تشغيل السيارات ذاتية القيادة فيه، ناهيك عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة عن ضرورة وجود خطوط سير مرسومة بدقة -كالتي شاهدناها بالفيلم-، والتزام المشاة والحيوانات بالأماكن المخصصة لهم في حال قطعهم للشارع.
    طبعاً هذا الأمر ليس بالمستحيل، والمسألة مسألة وقت لإنشاءه وتجهيزه، ولكن هنا يبرز السؤال عن مدى جاهزية الدول النامية ودول العالم الثالث، التي تعاني الكثير من الأزمات إلى الآن، كتأمين المياه الصالحة للشرب والسكن والطعام والتعليم والصحة ووالخ. ماذا عن هذه الدول؟ كيف ستقنعها أن تقوم ببناء بنية تحتية للتقنية الجديدة وهي لا تملك إلى الآن بنية تحتية ومرافق عامة يستخدمها البشر؟!
    السؤال أصلاً هو: هل ستقوم الشركات العملاقة والحكومات الغنية برفع الظلم ودعم الدول الغارقة بالاستبداد والفقر والجوع والحروب، قبل أن تزودها بالتقنية الحديثة؟

  • الفيلم استعرض الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا وتأثيرها في تحسين حياة الناس وهذا أمر حَسن، ولكن لماذا لم يتم ذكر أي فئة من الناس سيكونون قادرين على الإستفادة من هذه التكنولوجيا؟ هل ستتاح هذه التقنية لكل طبقات المجتمع وبكل أطيافه؟ أم أنها ستظل محصورة فقط في الشركات الخاصة والعملاقة؟ أو فقط في الدول المتحضرة والغنية؟
    أعود لأقول أن الفيلم يتوجه لعامّة العرب وشبابهم -الفئة المستهدفة- ويَعِدُهُم بمستقبل أفضل، ولكن دون التطرّق أبداً لواقع الشباب العربي اليوم “ذكوراً وإناثاً”! وأحلامهم المكبوتة تحت صهوة الحكومات الديكتاتورية أو العسكرية، وتمسّك صانعي القرار في بلادنا العربية من وزراء ومسؤولين بمناصبهم، وعدم إتاحة الفرصة للشباب العربي لتطوير بلده والنهوض بأمته وشعبه.
    فأنا أرى من الظلم أن تَعِدَ الشباب بمستقبل زاهر، في الوقت الذي لا يملكون فيه حقهم في قرارهم ومستقبلهم وتطوير بلادهم، فضلاً عن سعيهم الدائم في البحث عن قُوتِ يومهم وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة الكريمة لهم ولعوائلهم وأهلهم، ولكنني هنا أتفهّم موقف الشقيري والبلد الذي يقطن فيه، والضغط الهائل عليه لإنتاج عمل مفيد يرسم الأمل في قلوب الشباب العربي.

  • سعيد جداً بما رأيته من تطور في الإمارات والمملكة العربية السعودية، والذي أتى نِتاج محاولة مواكبة شريحة من الشعب للركب الحضاري لباقي الأمم، وأتمنى في الوقت نفسه أن أرى اجتماعاً لوزراء الذكاء الصناعي الشباب في دمشق -مثلاً-، وتَشَارُكِهم الخبرات ومناهج التعليم مع بعضهم البعض في بلدانهم العربية، وحتى مع باقي الأمم الأخرى.
    ولكن السؤال: لماذا لا تمتلك الدول العربية الأخرى “الغير نفطية” هذه التقنيات؟ أم هل سبب التقدم في التكنولوجيا يعود لإمكانية شراءها لا اكتشافها؟ واستقدام الخبرات الأجنبية الجاهزة، والمدعومة من طلاب عرب مُبتَعَثين في أمريكا؟!.
     

  • أتفهّم جيداً حصر تصوير الفيلم في السعودية والإمارات والترويج لهما ولسياساتهما الداخلية -ربما بسبب قيود السفر المفروضة على الشخصيات العامة في المجتمع السعودي، وحرية التعبير المحدودة جداً-. ولكن بظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء المفتوح، كان من الممكن أيضاً الحديث على الأقل عن إنجازات الأمم الأخرى -الأكثر تقدماً- وعن دور حكوماتها في تطويع وتسخير التقنية والتكنولوجيا في خدمة المجتمع كُلّه!. “كُله… كُله!”.

  • لأكون مُنصِفاً… هذه النقطة موجهة لك عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة، الذي صبر حتى الآن وهو يقرأ مقالي هذا -لكم مني كل التحية والحب-، بخلاف النقاط الأخرى الموجهة للشقيري وفريقه والقائمين على عمله.
    أعرف تماماً أن بعض القُراء مستاؤون جداً من سياسة بعض الحكومات العربية اللاإنسانية تجاه شعوبهم أو الشعوب العربية الأخرى، ودعمهم للديكتاتوريات العربية، ومساعدتهم في قمع وإذلال شعوبهم المؤمنة، على حساب نهب خيرات بلادهم وشيطنة جماعات لا توافق هواهم أو هوى الحاكم.
    ولكن! في مقالي هذا لا أتطرق للدول من ناحية سياسية، بل من زاوية تسخير التطور والتقنية في خدمة مجتمعاتهم، وهذا أمر يُشكرون عليه.
    فالتقنية يجب أن تخدم المجتمع كله وأن تُسخر لرفع شأن الفرد وإعلاء قيمته الإنسانية كإنسان مُكرّم فضّلهُ الله على سائر المخلوقات بالعقل ونعمة الاختيار والابداع والخيال والإكتشاف، وهذا ما أرجوه وآمله من الأجيال القادمة بإذن الله.

بعيداً عما سبق وعودةً إلى التقنية… نعم! اللغات المستقبلية ستكون لغات البرمجة، وكما أقول دائماً: البرمجة هي مهنة لا تقل أهمية عن المهن الأخرى كالخِبازة والهندسة والطب والزراعة، بل تكاد تدخل في كل المهن الأخرى، حتى الحِرف اليدوية والمهارات التي لا تتطلب تعليم عالي.

الذكاء الصنعي, عبد الحميد قويدر
Photo by Free Creative Stuff from Pexels

وهنا يجدر بي الإشارة إلى أن التعليم الجامعي مهم جداً في تخريج مبرمجين يمتلكون المعلومات الكافية عن البرمجة، ولديهم الفهم الوافي لأساسيات الخوارزميات والمنطق الرياضي، الذي تعمل به الآلة أو البرامج، ولكن!….

ولكن التعليم الجامعي ليس هو الطريق الوحيد لإيجاد مبرمجين مبدعين ويتقنون عملهم، ويساعدون على تطوير المجتمع ككل، وهذه هي ميزة البرمجة، أنك تستطيع البدء والعمل بها إذا كان قد تعذر عليك دخول الجامعة أو إذا كنت لا تمتلك مصاريفها الباهظة، وكنت تمتلك بنفس الوقت الشغف والإرادة لتعلّم البرمجة.

ولا تقلق عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة من التعلّم ومن إيجاد البديل. فالإنترنت وموقع يوتيوب لديهم الكثير من الدروس والشروحات والمحاضرات والتمارين، التي تساعد على تعلّم البرمجة وتصميم مواقع الانترنت وإنشاءها، وهنا لا ننسى دور الكثير من البرامج وأنظمة إدارة المحتوى -كـ الوورد بريس والويكس وغيرها– في تبسيط البرمجة وتسهيلها على الناس والمبتدئين واليافعين.

أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر إحدى طرق تعلّم البرمجة للصغار، عن طريق برنامج اسمه سكراتش. حيث يمكن للشباب اختراع وتطبيق ألعاب وأوامر بسيطة باستخدام مجموعة من الأشكال التي تندمج ببعضها لتشكل أمر ما أو جملة شرطية ما. وقس على هذا الكثير من المبادرات والبرامج والمشاريع المدعومة من كبار الشركات والمؤسسات والجمعيات.

في الختام، لا شك بأن أحمد الشقيري قدم لنا نماذج إيجابية حول العالم وقدم عدة مبادرات لتحفيز الشباب العربي، وأثّر في العالم العربي بشكل أو بآخر من خلال مسيرته الممتدة من خواطر وحتى هذا الفيلم “إحسان من المستقبل”.
ولكن إلى الآن هذا التأثير لم يتعدى كونه نظرة مثالية للأمور، وتهميش لقضايا وحاجات أساسية يحتاجها جزء كبير ومُهمّش من المجتمعات العربية. هذا إن غضينا النظر عن مدح وتسويق لسياسات حكومة ما، يعتبرها الكثير من العرب سبباً في بؤسهم وتجهيلهم وتدمير حضارتهم.

الذي يهمنا من هذا المقال هو المساعدة على رفع مستوى الثقافة العامة للشعب العربي، وخاصة فيما يتعلّق بالتقنية والآلات الحديثة التي جاءت لتخدم البشر ولترفع من قيمتهم جميعاً.

قبل أن تغلق هذا المقال عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة، هل لاحظت أنني لم أستخدم أي مصطلح باللغة الإنكليزية؟! ???? إذا لم تلاحظ، أعد قراءة المقال مرة أخرى، وشاركه مع من تُحب لتعم الفائدة على الجميع… شكراً لكم.