مقال رأي

لكل منا دور ولكل بادرة أثر! اليوم السبت يُصادف اليوم العالمي للاجئين

اليوم العالمي للاجئين ٢٠/٦/٢٠٢٠  

لكل منا دور ولكل بادرة أثر!  

لأعرفكم/ن عليّ .. أنا اللاجئ/ة 

قانونياً أنا الشخص الذي فرَّ من بلده جراء خطر التعرَّض لانتهاكات خطيرة لحقوقه الإنسانية و للاضطهاد. حيث أن المخاطر التي تتهدد سلامتي وحياتي قد بلغت حد اضطراري إلى أن أختار المغادرة وطلب السلامة خارج بلادي، لأن حكومة بلدي غير قادرة أو غير راغبة في توفير الحماية لي. لذلك فلي الحق في التمتع بالحماية الدولية.

أنا اللاجئ/ة 

اجتماعياً لي هَويات متعددة وكغيري من البشر أنا حالة مركبة وفريدة، وأعبر عن نفسي بطرق مختلفة فأنا ربما محامي/ة فنان/ة وأم/اب لي ثقافة انتمي اليها، اسمع الموسيقى واحب كرة القدم، اشجع ليفربول أو ربما مانشيستر، وما اللجوء سوى تعريف مؤقت يعكس تجربة مغادرتي الوطن. فتذكر أنني لست فقط اللاجئ/ة!!

أنا اللاجئ/ة 

المعرض/ة دائماً للتهديد، والورقة الناجحة في الانتخابات، من اليسار واليمين

القادم/ة عبر البحر والجو، وعند الحاجة تُمنح لي حافلات لجوء مجانية!!

 قد يحدث أنني في أوروبا لا أعاني من العنف المباشر كما بقية اللاجئين/ات في دول اخرى لكنني بكل تأكيد أتعرض للعنف النفسي اللطيف! فأنا مُراهنٌ على فشلي من قبِل الناجحين

أنا رانيا، يُنظر اليّ كلاجئة من الدرجة الثانية(هكذا أشعر) أم لأربعة أطفال ولم انهي كورس الالف الباء رغم انني هنا منذ ثلاث سنوات. هل يعلم الحاكون عليّ بالبلادة والكسل أنني غير راضية عن نفسي وأني أتعب كثيراً !!

أنا منى، منذ اربع سنوات باحثة عن عمل لا أملك سوى اوراق مؤقتة ومهددة بالترحيل كل لحظة رغم ان أطفالي يتعلمون هنا وأنا مثلهم أتكلم اللغة.هل يعلم الحاكمون عليّ بتسويد وجوههم أنني لا أشعر بالاستقرار وأتعب كثيراً!!

أنا هند اعمل كمربية في حضانة، ومازلت ارتدي ذاك الزي الذي كنت ارتديه في قريتي الجميلة. هل يعلم الحاكمون عليّ بعدم التطور انني أشعر بالفقد والحنين وأتعب كثيراً!!

أنا اللاجئ/ة 

لا يلزمني أن تكون رحلة لجوئي مليئة بالعذابات، ولا يلزمني أن أتقن اللغة بسنة لأكون قصة نجاح، ولا يلزمني أن أبدل تسريحة شعري ولباسي. يلزمني فقط أن أكون أنا (العادي/ة)! يلزمني أن تتسامح/ي معي كما أنا لا على قدر ما أشبهك!

يذكر أنه بحسب احصائيات الأمم المتحدة في كل دقيقة، يفر عشرون فردًا من الحروب والاضطهاد والإرهاب. أي انه في كل يوم هناك اشخاص مثلنا يفارقون أحبتهم ويتخذون أصعب القرارات في حياتهم وهو مغادرة المكان الذي ترعرعوا فيه بحثاً عن حياة أفضل وأكثر أمانا

وفي اليوم العالمي للاجئين ندعوا مع المفوضية إلى أن يكون ٢٠٢٠ عام تغيير بالنسبة لمسألة حماية اللاجئين ومساعدتهم على الاندماج بشكل فعال في التعليم والعمل والمجتمع ،على أمل ألا يتم تجاهل المشكلات التي يعاني/تعاني منها اللاجئ،/ة الإدارية والنفسية والسكنية واللغوية و الهوياتية. وأن تعي الحكومات قصور دورها ، وتعمل  على تلافي هذا التخبط بوضع إجراءات لجوء عادلة وسريعة لتحديد من بحاجة إلى حماية دولية من عدمه. و منح الحماية للأشخاص المؤهلين على نحو عاجل ولم شمل العائلة. إضافة إلى توفير الدعم لهم/ن باستخدام آليات تضامن وادماج فعالة. والوقوف بشكل جاد بوجه العصبية المحلية وخطاب كراهية الأجانب

انا اللاجئ/ة 

المحظوظ/ة وما باليد حيلة! أعلم أنّ لكل منا دور وكل بادرة لها أثر.

اليوم العالمي للاجئين
© REUTERS